برق الإمارات | خاص
بالتزامن مع عام زايد 2018، نظمت هيئة البيئة – أبوظبي بالتعاون مع نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية وجمعية الإمارات للغوص يوم السبت الماضي حملة لتنظيف مياه كورنيش أبوظبي، والتي تأتي ضمن سلسلة حملات التنظيف التي ستنظمها الهيئة خلال هذا العام تحت شعار "معاً لخير بيئتنا" لتنظيف الشواطئ ومواقع الغطس والموائل الطبيعية البحرية والبرية في مواقع مختلفة من الإمارة بهدف حماية البيئة والحفاظ على نظافتها، وتوجيه الجمهور نحو الحد من إلقاء النفايات والمخلفات بطرق عشوائية من خلال تنمية الحس الوطني للتفاعل مع البيئة.
وتعتبر هذه الحملة الثانية التي تستهدف تنظيف المواقع البحرية التي تنظمها الهيئة لتسليط الضوء على أهمية المحافظة على نظافة البيئة البحرية، التي تعد مصدر الثروة السمكية وموئل العديد من الأنواع والكائنات البحرية الهامة، فضلا عن التركيز على مخاطر النفايات البحرية على صحة وسلامة البيئة والإنسان.
وقد تمكن المشاركون بالحملة، والذين وصل عددهم إلى أكثر من 50 غواصاً ومتطوعاً من عدة جهات حكومية وخاصة من مختلف أنحاء الدولة، من جمع أكثر من 1490 كيلو جرام من المخلفات التي تضمنت علب المشروبات الزجاجية والبلاستيكية والمعدنية، بالإضافة إلى حاويات الطعام وأدوات الصيد والنفايات الخشبية والبلاستيكية.
وتعليقاً على هذه الحملة، قالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بالهيئة: "نحن بحاجة ماسة للحفاظ على شواطئنا ومواقع الغوص لدينا لتبقى نظيفة وخالية من المخالفات البحرية. فعلينا أن نهتم بهذه الموائل الطبيعية القيمة والحساسة، التي تحتضن العديد من الأنواع والكائنات البحرية والحفاظ على إرثنا الطبيعي لنا وللأجيال القادمة. فالمخلفات البحرية والنفايات البلاستكية والمواد السامة لا تؤثر فقط على نمو وتكاثر الكائنات البحرية، ولكن لها أيضًا تؤثر بشكل كبير على الموائل والنظم البيئية التي تعيش عليها".
وأكدت د. الظاهري "إن تنظيم حملات التنظيف هو واحدة من المبادرات العديدة التي نتخذها الهيئة للمحافظة على البيئة ومكوناتها الطبيعية لتبقى ملاذاً آمناً للعديد من الأنواع في البر والبحر".
وقد ساهمت حملة تنظيف كورنيش أبوظبي بإزاله مخلفات عمليات الصيد والنزهة من البحر، والتي كانت تشكل خطورة بالغة على البيئة البحرية، حيث تتسبب في تسمم ونفوق الأسماك والحيوانات المهددة بالانقراض كما تؤثر سلباً على مرتادي البحر من الصيادين والمتنزهين.
وقد تم تنظيم الحملة بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، حيث ساهم جهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل، وبلدية أبوظبي، ومركز إدارة النفايات - أبوظبي "تدوير"، وبلدية أبوظبي، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي-مديرية المرور والدوريات ومستشفى إن إم سي التخصصي، وجمعية الإمارات للغوص، وفريق غواصي أبوظبي، وفريق الإمارات السبع للغوص.
ويشار إلى أن هذه الحملات انطلقت بتنظيم حملة لتنظيف ميناء الصيادين بالميناء الحر، وبالتعاون مع جمعية الإمارات للغوص، وبمشاركة عدد من الغواصين المحترفين والأفراد المرخصين من مختلف أنحاء الدولة، وجاء اختيار ميناء الصيادين لتنفيذ الحملة الأولى للتأكيد على أهمية البيئة البحرية التي كان يعتبرها الشيخ زايد جزء عزيز من تراثنا وحاضرنا ومستقبلنا. في حين استهدفت حملة التنظيف الثانية جبل حفيت، الذي يمثل الموئل الجبلي الوحيد في الإمارة، ويؤوي مجموعة كبيرة من الأنواع النادرة والموائل الطبيعية. وفي شهر مارس قام أكثر من 100 موظف من العاملين بالهيئة بتنفيذ حملة لتنظيف المنطقة المحيطة بمحمية الوثبة للأراضي الرطبة، كمساهمة منهم لرد الجميل للوطن بترسيخ ثقافة التطوع وترجمة رؤية القيادة الرشيدة التي تسير على نهج المغفور له الشيخ زايد.
وستنظم الهيئة المزيد من الحملات على مدار العام لتنظيف مواقع برية وبحرية جديدة لتسلط الضوء من خلالها على أهميتها البيئية، وتعزيز الشعور بالمسؤولية الوطنية نحو البيئة لدى أفراد المجتمع.