أبلغ القائد العام لشرطة دبي، اللواء عبدالله خليفة المري، «الإمارات اليوم» أن المخالفات المرورية البسيطة التي يرتكبها أفراد المجتمع دون قصد، ولا تمثل أي خطورة على الجمهور، لن تؤثر في استفادة السائقين من مبادرة تسوية المخالفات المرورية التي أطلقتها شرطة دبي في فبراير الماضي.
وقال المري «لا يمكن أن نضيع مجهود شخص حرص على الالتزام ستة أشهر منذ إطلاق المبادرة في فبراير الماضي، وصار على وشك الحصول على 50% خصماً على مخالفات، بسبب مخالفة بسيطة»، مؤكداً أن هدف شرطة دبي من المبادرة هو تشجيع الناس على الالتزام، وحمايتهم من المخالفات التي تؤدي إلى وقوع حوادث مرورية.
وبحسب الاشتراطات التي أعلنت عنها شرطة دبي حين أطلقت مبادرة «تسوية المخالفات المرورية»، بالتزامن مع بداية «عام التسامح» في فبراير الماضي، تتيح المبادرة للسائقين الذين تم تحرير مخالفات مرورية بحقهم، عدم دفع تلك المخالفات، شريطة الالتزام بقانون السير والمرور، وعدم ارتكاب أية مخالفة مرورية طوال العام، بخصم قيمته 100% من نسبة المخالفات، في حال لم يرتكب السائق أي مخالفات مرورية خلال الـ12 شهراً المقبلة، و75% على مدى تسعة أشهر، و50% على مدى ستة أشهر، و25% على مدى ثلاثة أشهر.
وقررت شرطة دبي تعديل شرط عدم ارتكاب أي مخالفات مرورية، واستثنت المخالفات البسيطة.
وأشار المري إلى أن هناك توجيهاً من حكومة دبي بضرورة استدامة المبادرات التي من شأنها تحقيق إسعاد الجمهور، لافتاً إلى أن ردود الفعل الإيجابية التي رصدت من قبل أفراد بحق مبادرة تسوية المخالفات المرورية، كانت كفيلة بتقييمها كل ثلاثة أشهر، وتحديد أفضل السبل الممكنة لتحقيق الهدف منها، وهو خفض مؤشرات المخالفات والحوادث، وتشجيع الجمهور على الالتزام، والتخفيف عنهم.
وأوضح أن شرطة دبي أتاحت، بالتنسيق مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، تجديد المركبات دون سداد مخالفات الشرطة المرورية، لضمان استفادة الجمهور عملياً، بغض النظر عن حجم المبالغ المتراكمة عليهم، أو فترات الحجز المستحقة على سياراتهم، أو عدد المخالفات التي ارتكبوها.
وصار في إمكان أي شخص التوجه إلى مراكز التسجيل التابعة لهيئة الطرق والمواصلات، وتجديد ملكية المركبة مباشرة دون أن يلزم بسداد أي من مخالفات شرطة دبي، بداية من تطبيق المبادرة وحتى انتهائها في فبراير المقبل.
وأكد المري أن تلك المبادرة تحديداً تختلف كلياً عن أي مبادرات سابقة، لأن غيرها من المبادرات توفر خفضاً للمخالفات المرورية خلال فترة زمنية محددة، وترتبط عادة بالمناسبات، بينما هذه المبادرة تعزز الشراكة مع أفراد المجتمع، وتلقي عليهم مسؤولية التزامهم وقيادتهم بشكل آمن على الطريق، وتمتد فترة طويلة تصل إلى عام كامل، تخضع بعده للدراسة والتقييم لتحديد كيفية تجديدها بصورة أكثر كمالاً.
وأشار إلى أن المبادرة مدروسة بشكل جيد، حتى يستفيد منها أفراد المجتمع، إذ صار بإمكان كل سائق الآن تحديد حجم المبلغ الذي يريد أن يدفعه مقابل مخالفاته المرورية، فكلما التزم أكثر، انخفضت الغرامات المرتبة عليه، لتصبح صفراً إذا واصل القيادة بانضباط لمدة عام كامل.
وأعلنت شرطة دبي انخفاض الوفيات المرورية 31% بواقع 20 حالة وفاة، مقابل 29 حالة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، خلال الربع الأول من المبادرة، كما انخفضت الحوادث المرورية من 48 ألفاً و247 حادثاً خلال الربع الأول من العام الماضي إلى 43 ألفاً 947 حادثاً.
وقال سائقون لـ«الإمارات اليوم» إن شرطة دبي فاجأتهم ثلاث مرات في إطار مبادرة تسوية المخالفات المرورية، الأولى حين سمحت لهم بتجديد ملكية مركباتهم دون الحاجة إلى سداد المخالفات المرورية القديمة، والثانية حين تلقوا رسائل نصية تفيد بحصولهم على خصم 25% على إجمالي المخالفات المتراكمة عليهم قبل إطلاق المبادرة، والثالثة حين اكتشفوا أن المخالفات البسيطة غير المقصودة، مثل مخالفات الوقوف الخاطئ، والتجاوز دون استخدام إشارة، لن تؤثر في استفادتهم من المبادرة، أو تقلل من نسبة الخصم التي حصلوا عليها منذ إطلاقها.
وقال علي محمد إنه شعر بحزن شديد عندما تلقى رسالة نصية تفيد بارتكابه مخالفة التجاوز من مسرب إلى آخر دون استخدام الإشارة الضوئية، خصوصاً أنه حريص على الالتزام في القيادة، وصار أكثر انتباهاً منذ تطبيق المبادرة، حتى يستفيد منها، مشيراً إلى أنه راجع الإدارة العامة للمرور للتدقيق على المخالفة، وأبلغ المسؤول أنه لم يرتكب أي مخالفات منذ إطلاق المبادرة، لكن ضاع مجهوده بسبب هذه المخالفة البسيطة غير المقصودة.
وأضاف أن المفاجأة السعيدة كانت في تأكيد المسؤول أنه لن يحتاج إلى دفع قيمة المخالفة بالكامل، إذا واصل التزامه إلى حين انتهاء مدة المبادرة، كما أنها لن تؤثر في سجله السابق من الالتزام خلال فترة المبادرة، مؤكداً أن شرطة دبي لها الريادة في طرح مثل هذه الأفكار المبتكرة.
فيما ذكرت نورا عبدالله أنها أوقفت سيارتها دون قصد في موقف خاطئ، وحين عادت فوجئت بمخالفة مرورية على مركبتها، ما أصابها بصدمة، لأنها كانت ضمن السائقين الملتزمين المستفيدين بالربع الأول من مبادرة تسوية المخالفات المرورية، لافتة إلى أنها فكرت في تقديم التماس لدى الإدارة العامة للمرور، وحين توجهت إلى هناك فوجئت بأنها ليست في حاجة لذلك، لأن شرطة دبي تتسامح مع المخالفات البسيطة غير المقصودة، وتستثنيها من المبادرة.
وقال يوسف محمود إنه اعتاد القيادة بسرعة، ويحتوي سجله على عدد من مخالفات السرعة، وأدى تراكمها عليه إلى تأخره في تجديد المركبة، لكن فور إعلان شرطة دبي عن مبادرة تسوية المخالفات، وإمكانية تجديد السيارة دون سداد مخالفاتها بادر إلى التجديد، وهو الأمر الذي انعكس عليه نفسياً، إذ دأب في السابق على تجنب السير بالقرب من الدوريات المرورية، وكان يشعر دائماً بالخوف من توقيفه، لاحتمالات حجز المركبة، لكن صار بإمكانه القيادة بثقة بعد التجديد، وتقديراً للمبادرة أصبح أكثر حرصاً على الالتزام في القيادة.
وأضاف أنه التزم خلال الثلاثة أشهر الأولى من المبادرة، وأدرج في قائمة السائقين المستفيدين، وحصل على خصم 25%، إلى أن وقع المحظور، إذ خرج من عمله في وقت متأخر، ونسي إضاءة مصابيح السيارة الأمامية، وفوجئ بتحرير مخالفة مرورية له، ما أشعره بانزعاج شديد، خصوصاً أنه يحاول قدر استطاعته الالتزام في القيادة، للحصول على النسبة الكاملة من مبادرة تسوية المخالفات المرورية.
وأشار إلى أن قرر مراجعة الإدارة العامة للمرور، أملاً في تفهم موقفه، وفوجئ بأن المخالفة لن تؤثر في سجله المروري في المبادرة أو تفقده الفرصة في الحصول على خصم كامل بخصوص المخالفات السابقة، معرباً عن امتنانه لشرطة دبي، وحرصها على طرح مبادرات عملية لإسعاد الأفراد.
مؤشر المخالفات
قال القائد العام لشرطة دبي، اللواء عبدالله خليفة المري، إن النتائج التي تحققت منذ إطلاق المبادرة مبشرة، سواء من حيث مؤشر المخالفات أو الوفيات، لافتاً إلى أن اهتمام أفراد الجمهور وحرصهم طوال ستة أشهر مضت منذ إطلاق المبادرة، يمثل جانباً مهماً، يعكس نجاح الفكرة وإمكانية تطويرها في المستقبل، موضحاً أن شرطة دبي تحرص على رصد ردود الأفعال، لضمان سير جهودها في الاتجاه الصحيح.
وبلغ عدد المستفيدين من مبادرة تسوية المخالفات المرورية التي أطلقتها شرطة دبي خلال الثلاثة أشهر الأولى من إطلاقها، 457 ألفاً و154 سائقاً، حصلوا على خصم 25% من إجمالي مليون و260 ألفاً و46 مخالفة سجلها المستفيدون.
المصدر : الإمارات اليوم